#بئس_السماسرة ... حزب السلاح ... تارة يظهر قوته وجبروته وطورا يظّهر مظلومية واستهداف يلحق به. - شفيق مقبل

 لبنان في اليوم الأربع مئة والثمانين بعد جريمة 4 أب

بئس السماسرة

غريب أمر أمين عام حزب السلاح والجزية. تارة يظهر قوته وجبروته وطورا يظّهر مظلومية واستهداف يلحق به. هكذا وغب الطلب. تارة هو فوق الدولة والقانون وطورا هو خاضع لمنطق المؤسسات. هكذا وغب الطلب. هل الذنب ذنبه وحده أم ذنب منظومة جشعة فاسدة بعيدة عن الحقيقة والحق ملتصقة بالباطل؟ فالحق والحقيقة يُعرفان من كمالهما ونتائجهما. لا تتحرك المياه نزولا ولا نور للقمر من دون شمس. أما الباطل فوهم يأخذ طرفا من حق ويبني عليه سرابا هداما.

أما بعد فكيف وصل حزب السلاح والجزية الى هنا؟ المنطلق الفكري لمن أوصله، أعني المنظومة الفاسدة الجشعة، هو "التسوية". هو منطق مبني على ذاكرة الحرب الأليمة يقول: خمسة عشر سنة من حروب وألام انتهت بتسوية لذا فلتكن تسوية قبل الألام. أوصلتنا تسوياتهم الى ما هو أكثر ألما ودمارا من أي حرب.

أين الخلل إذا في منطق التسويات تفاديا للأسوأ؟ تكون التسويات الداخلية لصالح الوطن والمواطن. أتت التسويات الزرقاء والبرتقالية وغيرها على حساب الوطن والمواطن. أضعفت الدولة ومؤسساتها وهدرت وأفسدت أموال ومقدرات المواطنين. هي إذا صفقات لصالح الأطراف وليست تسويات لصالح الجميع. هكذا أنجب الفكر الفاسد محطة الطيونة وقصة مقدم الألعاب سعيا وراء صفقة (تسوية) لملف جريمة الجرائم. هكذا اعتادوا. غير أن الملف هذه المرة كبير جدا: لقد دمرت صفقاتهم بيروت وقتلت وجرحت وهجرت أهلها.

لا ندعم القضاء لإنهاء هذا الطرف أو ذاك. ونعم نريد تسوية حقيقية مرة لكل المرات. لم أشأ الى اليوم الغوص في البحث عن تسوية. لكنه لا بد من ذلك. تقوم التسوية الوحيدة المقبولة على ما يلي:

أولا: ترك القضاء يكشف الحقيقة كاملة ومن دون تدخلات

ثانيا: البناء على الحقيقة لبدء مسار عودة الحق، حق الدولة

بكل بساطة إن السماح للقضاء إتمام عمله هو انتصار لمنطق دولة القانون والمؤسسات، وهذا يخدم الجميع، يخدم الوطن والمواطن وكل الأطراف. أما البناء على الحقيقة فيكون باستعادة المرافئ من براثن الدويلة. لا يقتنعن أحد أن حزب السلاح والجزية لا يسيطر على المرافئ. أولم تكن صفقة (تسوية) الدوحة لإقرار سيطرته مقابل حصص في السلطة للأخرين؟ أوليست صفقة الدوحة إقرار بسيطرة الحزب على المرافئ وتباعا إقرار بمسؤليته عن وجود النيترات؟ لا تكون استعادة المرافئ الجوية والبحرية فقط بإيقاف السيطرة الأمنية للحزب عليها، بل أيضا وأولا بوقف ارتهان المسؤلين في هذه المرافئ لزعماء المنظومة. لا يجب أن يكون الولاء في المرافئ الا للدولة اللبنانية ولمصلحة الوطن والمواطن. هكذا تستعيد مرافئنا عافيتها وهي وحدها لو ساد فيها منطق الدولة والقانون قادرة على تأمين مداخيل تعيد للبنانيين كل اللبنانيين بعضا من بحبوحة وكثيرا من كرامة.

عذرا يا جهابظة المنظومة فانتم لا تعرفون معنى التسوية لأنكم سماسرة ليس إلا، سماسرة دم وفقر وألام وجوع وعوز. التسوية الوحيدة الممكنة تحرير المرافئ من مصالحكم جميعا لمصلحة الوطن والمواطن. أما اليوم فنقف احتراما للقضاء ونصرخ: يحيا العدل.

#المقاومة_اللبنانية_الحضارية_ملح

شفيق مقبل   



Comments

Popular posts from this blog

هول بيكرهوا الأرزة أكتر من الصليب. الطايفة بتقطع معن، لبنان لأ. - إيلي خوري

٤ آب - مسؤولية حزب الله عن جريمة الحرب / نديم بستاني

حرب أوكرانيا وآثارها على لبنان: حذار من التطوّرات القادمة في الشرق الأوسط (6) - السفير د. هشام حمدان