عزيزي "الغير" فيديرالي عن حسن نية ومحبة لبلدك، (٣) - ايلي خوري

 عزيزي "الغير" فيديرالي عن حسن نية ومحبة لبلدك، (٣)

يمكن اشتلقت إنوّ الرسالة أصلاً موجّهة إلك كمان، الى أي طايفة انتميت بما فين الملحدة. لعلّو الصراحة بتقرّب، ونخلص بقى تفاهات وغضّ نظر عن الحلول الحقيقيّة بالمجاملة والتفنيص والبهلوانيات.
القومجة يا عزيزي، خلصت إيّاما من زمان، لأنّا تجليطة وما بحياتا كانت شي أصلاً. قصّة دماغ زاحل، على ما علّمنا الراحل هتلر، وبأفضل أحوالا أحلام بريئة. وأثبتت الإيام والبيئة والأمراض وعلوم الإدارة والاقتصاد عدم صلاحيتا من زمان.
ثم إنّو، ساعة بدّك سوريا كبرى (مع قبرص وبلا قبرص)، ومشرق، وساعة وحدة عربية. ساعة تحرير فلسطين وقدس، وساعة محور وهلال إيراني. ولك شو عم تلعب "ريسك" إنت!
ولا، انت لجنة بناية وزبالتك ما قادر تدير، بدك تعمل أمم ونظريّات. بعدين إنت التاني حاج عاملّي حالك علماني وريحة طوائفيتك وعنصريتك فايحة متل الڤودكا يلّي مخبّى وراها. العلمانية مبدأ عدالة مش سفسطة.
ولأ الدولة السورية لا أخ ولا بلّوط، وإسرائيل مش أسوأ من "الأشقاء" ابداً. وإيران وغالبية الدول العربية مش متل يحتذى فيه قطعاً، لا بل العكس تماماً جداً ونهائيّاً. وبدون زعل.
والواحد إذا تعلّم شي من كوڤيد، إنو الواحد مفروض يلبس ماسك لمّا يكون مضطرّ يختلط بالجماهير، مهما كانوا "أقارب". مش يشلح الماسك، والشنتان كمان، ويتعبّط ويتضاجع هوّي ويّاهن ليلاً نهاراً، ويرجع يتفاجأ كيف مختنق ورح يموت!
صراع "عربي-إسرائيلي" لا كان، ولا بقى في، عكل الأحوال. فبلاع كذبتك لمرّة وريّح وارتاح. والله ما بيشتغل سياسة، ومش عندك تحديداً إذا شي. فالإيمان شي، والدين شي آخر تماماً. كما إنوّ العلمانيّة شي، والتقيّة شي آخر تماماً جداً.
فهيّا بنا إلى الحياد. لأنو الحياد هو الوحيد يلّي عن جدّ بيمثّل الاعتدال والوسطيّة بين طرفين. مش طرف مخترع وسطيةّ بيحطّا مطرح ما بتناسبو، تيعيّط عليك إذا زحت عنّا.
بعدين بشرفك، على شو القَريَفة كل ما واحد قلّك لبنان، وتاريخ، وبيبلوس، وتبوّلة. ساعة بتعمل حالك عِلمي قال، وخلّونا نشوف الوقايع و"السرديّات." وساعة بتصير تتأتئ لإنك فعلاً وحقيقةً ناسي أصلك وفصلك لسبب طائفي أو عنصري مُضمر ما. أو بس هيك، فلسفة عن جهل.
فشراب سڤن آپ وسدّو. لأنّو أصلاً هل عندك شي احلى وأعظم من هيك بلد وتاريخ بمتناول إيدك يا بَزَوَنك؟
عزيزي الغير فيديرالي عن حسن نية ومحبة لبلدك،
يا أماّ بدو يصير عندك أخ بالوطن واحد فقط لا غير، لا بديل عنّو أو منافس أو شريك إلو، يا إما انسى. وبلا ما تضحك عحالك وعالناس. وساعتا عن جدّ، كل مين يروح بطريقو.
بالنهاية، وبكل صراحة ومش محاسبة، لا المسيحي ظَلَم قدّ ما انظلم، ولا المسلم انظلم قدّ ما ظَلَم. والعلماني تفرّج لا بل زقّف، وما عمل غير تنظير وبهورات ممانعة فاضية.
الدوا الوحيد لطائفيتك وطائفيّة غيرك، وبرهان على علمانيتك أو مواطنتك هي بإنّك مستعدّ تتقدم صوب خيّك بالوطن لمنتصف الطريق، مش تتراجع لعند خيّك بالطايفة برّاتو.
هيدا المنتصف هو لبنان، الحرّ، العلماني، المحايد، ولبنان فقط لا غير، لأنو هو الوحيد الّي ما بيناسبو الّا الجَمع.
ودمتم،


Comments

Popular posts from this blog

هول بيكرهوا الأرزة أكتر من الصليب. الطايفة بتقطع معن، لبنان لأ. - إيلي خوري

٤ آب - مسؤولية حزب الله عن جريمة الحرب / نديم بستاني

حرب أوكرانيا وآثارها على لبنان: حذار من التطوّرات القادمة في الشرق الأوسط (6) - السفير د. هشام حمدان